الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الجيش في سوريا ما بين عام 1947 و 1973 الجزء الثامن – آخر المسلمين المستيقظين على الدولة الباطنية


كان المسلمون السنة يعانون من تمييز واضح لدى تقدمهم للالتحاق بالكلية العسكرية و كذلك تكرر الامر عند تجنيد ضباط المخابرات و الحرس الوطني البعثي و الشعبة السياسية ,وكانت الأفضلية للنصيرية و الدروز و الاسماعيليين و النصارى الارثودوكس الذين كانوا يحظون بمعاملة ايجابية متميزة (1) ما حدا بحزبي بعثي قديم اسمه (مطاع الصفدي) يقول في كتابه "حزب البعث" : "فقد اغلق باب الكليات العسكرية ومعظم المدارس العسكرية في وجه شباب المدن السنية حتى أن دورات كاملة من هذه الكليات سرحت من الخدمة قبل ان تتخرج" (2) ومعاصري تلك الفترة لا يحتاجون طبعا لمطاع و غيره ليعلموا هذه الحقيقة.وكانت احدى أبرز الظواهر التي تدل على الانتماء الطائفي البحت أن عبدالكريم النحلاوي في بداية عام 1963 فشل في محاولة استرداد السلطة على الجيش و احد اسباب ذلك أن الضباط فقدوا السيطرة على جنودهم الذين رفضوا الامتثال لأوامر الضباط الدمشقيين و الذين هجروا قطعهم العسكرية بتحريض من مشايخ الطائفة(3) . وفي حمص بعد 18/7/1963  اجتمع رؤساء الطائفة بحضور صلاح جديد و حافظ وحش و ابراهيم ماخوس و محمد عمران وغيرهم و كان من المشايخ الحاضرين علي ضحية و احمد سيلمان  الأحمد و سليمان العلي و آخرون(4)  و من خلال هذا الاجتماع تم تعيين محمد نهبان (النصيري الذي كان جاسوسا وافشل انقلاب جاسم علوان) الى رتبة "نجيب" (5)ومنح محمد عمران الوشاح البابي الأقدس و صلاح جديد رتبة "مقدم" الرفيعة و منح حافظ رتبة "نجيب" ايضا وتم منح عزت جديد و علي حماد رتبة "المختص" (6) و تم اقرار تنشيط دخول النصيرية ضمن حزب البعث و مؤسساته العسكرية و كذلك التخطيط البعيد لجعل حمص عاصمة للنصيريين. واتفق المؤتمر آنذاك على استغلال الدروز و الاسماعيلية ايضا ثم التخلص منهم لاحقا ,و اعطي ابراهيم ماخوس القيادة السياسية و اعداده ليكون رئيس الوزراء لاحلاله محل والده في مرتبته الدينية (7).و حدثت بعد مؤتمر حمص الكبير عام 1963 عدة مؤتمرات اخرى مثل "مؤتمر "جب الجراح" 31/1/1968 و "صبورة" 14/4/1968 و دمشق 1/5/1968 و الأخير في بيت حافظ وحش وضم فيه اسماء عديدة منها ابناء العم جديد و ماخوس و شفيق عبدو و احمد سليمان الاحمد و محمد الفاضل وعلي نعيسة وسهيل الحسن و غيرهم (8) و لعل هذه الاجتماعات جاءت بعد تسليم الجولان من اجل اقتسام الغنائم.
منذر ماخوس (المسؤول عن العلاقات الخارجية في المجلس الوطني)  ابن إبراهيم ماخوس


في كانون الاول/ديسمبر 1964 أحس أمين الحافظ و احمد سويداني بمحمد عمران أنه اصبح ينشر الطائفية ويعززها بشكل كبير وكان يقول "إن الباطنية يجب ان تأخذ دورها في تحسين أوضاع تلك الاقليات وتأخذ دورها ضد عدوها المشترك وان الفاطمية يجب ان تأخذ دورها من جديد"(9) وانتقداه على ذلك وشاركهما كلا من صلاح جديد و حافظ وحش وقتها بعد ان اصبح محمد عمران نشاطه ملفتا للنظر. وتم التخلص من عمران لاحقا بالتعاون بين صلاح جديد و امين الحافظ وذلك بترحيله الى لبنان بتهمة (بناء كتلة طائفية داخل الجيش) .بينما بقي صلاح جديد ينفذ المخطط المرسوم في استمالة الدروز من خلال (حمد عبيد و سليم حاطوم) والاسماعيلية من خلال(احمد المير و عبدالكريم الجندي) و تجلى المخطط اكثر في رفض جديد للوحدة مع مصر والعراق(10 ) و الانقلاب لاحقا على امين الحافظ حيث كان جميع المتعاونين في ذلك الانقلاب هم دروز و نصيرية و اسماعيلية , وفي وقت لاحق تخلص النصيرية من الدروز و الاسماعيليين على الترتيب و من ثم تخلص المتحاربون من نفس الطائفة النصيرية على السلطة بعد ان فرغوا من اعدائهم الأوليين. 
الضابط سليم حاطوم (درزي) - اللواء احمد المير (اسماعيلي)

وقد ذاق المسلمون على أيدي الباطنيين الويلات من حقد دفين وتم تصفية حتى اولئك المتحللين اخلاقيا منهم مثل امين الحافظ و احمد سويداني و يوسف زعيّن في اول فرصة استطاعوا الحصول عليها .فقد قام الباطنيون بانقلاب  آخر على  امين الحافظ تحت اسم الاطاحة بالقيادة القومية بسبب شعوره (المتأخر) بالطائفية المستشرية في قيادات الدولة العسكرية والحزبية حيث قام بحل القيادة القطرية في21/12/1965 وتشكيل حكومة جديدة برئاسة صلاح البيطار وبعد شهرين تقريبا من فعله هذا (في 23/2/1966) هاجمت  قوات كان يقودها (الدرزي)  سليم حاطوم الذي كان تحت قيادة صلاح جديد بيت امين الحافظ وحاصرته ودارت بينهما معركة دامية انتهت باعتقال امين الحافظ ومقتل جميع حرسه (11). و هكذا لم يبقى برتبة لواء في الجيش السوري أي مسلم ذي شأن بعدها الى يومنا هذا .

اللواء امين الحافظ رئيس سوريا من 1963-1966
.

(1)   الصراع على السلطة في سوريا – نيكولاس فان دام ص 66 , التجربة المرة – منيف الرزاز ص 159 , جريدة النهار 9/7/1963.
(2)   حزب البعث – مطاع الصفدي ص 339-340
(3)   البعث -سامي الجندي ص 109-110 , الصراع على السلطة ص 68
(4)   العلويون النصيريون – ابو موسى الحريري ص 234-236
(5)   النصيرية :دراسة تحليلية – تقي شرف الدين ص 169
(6)   النجيب و المقدم و المختص و الوشاح البابي كلها رتب عليا في الديانة النصيرية
(7)   المرجع السابق ص 171
(8)   العلويون النصيريون – ابو موسى الحريري ص236- 237
(9)يقصد بالباطنية الدروز و النصيرية و الاسماعيلية و عدوهم المشترك : أمين الحافظ رئيس الجمهورية
 (10) النصيرية :دراسة تحليلية ص 172-173

هناك تعليقان (2):

  1. ملاحظة صغيرة منذر ماخوس70 سنة ليس ابن إبراهيم 85 سنة(توفي)

    ردحذف
  2. أين الاسم الحقيقي للكاتب ؟؟؟ وماهذه الطريقة بالسرد وبالتحليل نصيرية وباطنية ودروز
    وبطيخ ..؟؟؟؟؟!!! أكيد ماعم تكتب من تل أبيب ؟؟

    ردحذف